متحف عادات وتقاليد المصريين في عصر محمد علي

يوليو 19, 2019 يوليو 19, 2019 0 مراجعة
نتيجة بحث الصور عن متحف العادات والتقاليد الشعبية بالكاف

في مبنى تاريخي يعود للقرن التاسع عشر تم تسجيله أخيرًا ضمن الآثار المصرية لروعته المعمارية وزخارفه الفنية، تقع الجمعية الجغرافية المصرية التي تأسست عام 1875 بمرسوم من الخديوي إسماعيل والتي تشغل هذا المكان منذ عام 1922م، وتضم في طابقها الأرضي قاعات المتحف الإثنوغرافي، وقاعة إفريقيا وقاعة قناة السويس، ومن خلالها نطل على القاهرة في عهد محمد علي.
في قاعة القاهرة نعود إلى عهد محمد علي لنشاهد عادات وتقاليد وأزياء المصريين حيث نجد عدد كبير من الحلي تمثل خلاخيل وأساور من زجاج وعاج وأقراط، بينما نرى في جانب أخر أدوات التدخين التي تضم عدد من النرجيلات والجوزة والماشات والمقصات.

من أهم الأشياء التي نجدها بالمتحف ولم يعد لها وجود الآن "التختروان" وهي المحفة التي كانت تزف فيها العروس وهو مصنوع من أثمن أنواع الخشب، ويتكون من مقصورة واسعة لها بابان وستة شبابيك والجزء الأمامي للتختروان به مشربيتان لكل منهما 5 أوجه مما يسمح لراكبات التختروان بمشاهدة موكب الزفاف، كما نشاهد نموذج لكوشة الفرح وكرسي للعروس وشكمجيات متنوعة.


محمل الكسوة

كذلك نشاهد "المحمل" وهو الموكب الذي كان يخرج من مصر كل عام حاملا كسوة الكعبة وظل هذا المحمل يخرج منذ عهد شجر الدر وعهد المماليك حتى بداية عهد جمال عبد الناصر، وبعد الحج كان يعود المحمل حاملا الكسوة القديمة للكعبة بعد إبدالها بالجديدة.

"حمل الحلاق" من الأشياء البارزة في القاعة بزخارفها المتعددة ومراياتها الصغيرة المستديرة، وقد كان للحلاقين في القرون الوسطى شأن كبير في أغلب بلاد العالم خاصة من كان منهم متصلاً بأكابر رجال الدولة فكانوا يقومون بالحلاقة اليومية وصبغ الشعر وغسيل الوجه والرأس ثم تجميل الأمير وإعداده لمقابلة حاشيته، وهم في أثناء ذلك يقصون عليه كل أخبار المدينة. وكانوا إلى جانب ذلك يقومون بوصف الأدوية وإجراء العمليات الجراحية الصغيرة.

وبالمتحف مجموعة كاملة من الأدوات الفنية منها الآلات الموسيقية الشعبية كالعود والقانون والرق والناي والكمنجة، وصندوق الدنيا الذي يعرض من خلال ثلاثين صورة قصيرة قصة السفيرة عزيزة، وكذلك مجموعة من العرائس القطنية الصغيرة، بالإضافة إلى خيال الظل الذي كان يحكي قصصًا من التراث الشعبي.
كذلك نشاهد العديد من أدوات الإنارة والتي تضم من مجموعة الفوانيس الشرقية ذات الزجاج الملون، والمسارج والشمعدانات والمشكاوات والتي كانت تستخدم في الإضاءة الداخلية في المساجد والمنازل.

بإمكان الزائر أن يشاهد العديد من الحرف والمهن التي كانت سائدة في هذا العصر، فنرى السقا، خراط الخشب، حارس القنصلية، الأمشجي "سايس أفندينا"، ورافع الشادوف، ونماذج مصغرة لشيخ الخفر والعمدة. كما نشاهد الأزياء الشعبية المختلفة التي كانت ترتديها السيدات والفلاحات والتركيات والغجريات وغيرهن.
كذلك نشاهد ركن القهوة البلدي الذي يضم أدوات إعداد المشروبات وتشمل وعاء الماء المغلي ومجمعي الشاي والبن، وعلى الأرفف عدد من الجوز وكنكات القهوة وبرادات الشاي لتقديمها إلى الزبائن، بينما توجد دكة من الخشب لجلوس الشاعر الذي كان يروي القصص الشعبي.

في قاعة الحرف نشاهد أدوات المطبخ، وعدد البن وصناعة الزجاج عن طريق النفخ، والعديد من الأوعية النحاس وعصارة زيوت، والكور "المنفاخ" الذي يستخدمه مبيض النحاس أو الحداد، وأدوات صناعة الأحذية اليدوية التي نشاهد منها المركوب للنوبيين، والبلغة للفلاح، والمنتوفلي للسيدات. وقباقيب الحمام المزخرفة بالصدف تعود لبداية القرن 19.

وبالمتحف نماذج من مدرسة القاهرة وهي من أهم مدارس هذا الفن والتي أنتجت الخشب المعشق والمخروط والمرسوم والمحلى بمختلف النصوص المكتوبة، ويعرض في هذا القسم الخرط وأدواته ومنضدته ونماذج من إنتاجه منها ثلاثة نماذج من أدوات الخراط، وست لوحات من الخشب عليها نماذج من الخرط الخشبي والتعشيقات المختلفة، وهي تتباين من الشغل المتناهي في الدقة إلى الأشغال الكبيرة الرخيصة.
بينما ضمت قاعة الريف عدد من المجموعات التي تمثل عادات وتقاليد الريف المصري ومن أهمها الفخار وأشكاله المختلفة من القلل والأباريق التي تستعمل في حفلات الزواج أو السبوع وأخرى لغسل اليدين، ومجموعة من الطواجن والقدور.
أما عن قاعة قناة السويس ؛ ففي عام 1930م قررت شركة قناة السويس أن تهدي المتحف الجغرافي قاعة تحوي عددًا كبيرًا من الوثائق والصور والخرائط والمجسمات التي تلخص تاريخ القناة منذ افتتاحها وحتى عام 1930م.
قاعة إفريقيا

المجموعة التي تضمها قاعة إفريقيا هي أولى المجموعات التي اقتنتها الجمعية عن طريق المستكشفين والرحالة الذين أوفدتهم الجمعية في بعثات للكشف عن منابع النيل، ثم أضيف إلى هذه المجموعة مقتنيات أهديت من قبل الضباط المصريين الذين خدموا في السودان، وجلبت مقتنيات من الحبشة والصومال وإريتريا ووسط إفريقيا.
على باب القاعة نرى سن فيل حقيقي وبالداخل يوجد قرن جاموس وحشي وقدم فيل حقيقي ونمس محنط وتماسيح، وقرون من العظام، بينما نرى مجموعة كبيرة من آلات الموسيقى الإفريقية، وقارب نهري من القش.


سيوف وخناجر

نشاهد بالقاعة مجموعة كاملة من الخناجر الإفريقية ذات الشكل الخاص والتي تستعمل في الرمي، والسيوف، والحراب بأحجام وأشكال متنوعة، وتمائم وأدوات زراعية ومقصات، وأواني فخارية وأخرى لحفظ الزيوت والطعام.
وبالقاعة أكثر من 50 درعًا مصنوعة من كل المواد الموجودة في متناول أيدي الإفريقيين، ابتداءً من الدروع المصنوعة من القش إلى الدروع المصنوعة من صدفة سلحفاة البحر والتي تعتبر من أصلب المواد بما في ذلك الدروع المصنوعة من جلود الفيل والتمساح والخرتيت.

              *********************************

شارك الكتاب لتنفع به غيرك

أثرجي

الكاتب أثرجي

قد تعجبك هذه الكتب أيضاً

اكتب مراجعة

0 مراجعة

8357110601245668003
https://www.asargy.com/