د.حسن الباشا
إنه الفارس النبيل, والعالم الجليل الأستاذ الدكتور حسن الباشا الذي انتقل منذ سنوات قليلة إلي جوار ربه, بعد حياة ملؤها العطاء المتدفق. والكفاح المشرف في ميدان العلم
, وإنهم تلاميذه الذين هرعوا إليه يوم رحيله, وتسابقوا إلي حمله علي أعناقهم, إلي مثواه الأخير, كما حملهم علي جناح علمه وعطائه من قبل.. فيالها من مظاهرة حب عظيمة, قل أن تتكرر, وياله من وفاء عظيم, وعرفان بالجميل, من تلاميذ أوفياء, لعالم جليل وأستاذ عظيم , كما كانوا يطلقون عليه.
ونعود بالذاكرة إلي بداية الرحلة, لنكتشف جانبا آخر من جوانب صورة الفارس حسن الباشا.. كان ذلك منذ نيف وخمسين عاما, عندما أرسل ـ رحمه الله ـ في بعثة علي نفقة الدولة, إلي معهد كورتولد بجامعة لندن, حيث حصل علي دبلوم أكاديمي في تاريخ الفن, ثم عاد إلي مصر ليحصل علي درجة الدكتوراه في الآثار الإسلامية عام1953, وكان موضوع رسالته الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار. وتقلد وظائف هيئة التدريس حتي شغل وحده وظيفة أستاذ كرسي الفنون الإسلامية, وقام بإنشاء قسم الآثار الإسلامية, وكان أول رئيس له عام1966.
وخلال رحلته الطويلة, عكف ـ رحمه الله ـ علي تأليف العديد من البحوث, لعل أبرزها مؤلفه الضخم حول الفنون الإسلامية والوظائف علي الآثار العربية في ثلاثة مجلدات, جمع فيها بحوثا ومقالات ضمنها خلاصة علمه, وعصارة فكره علي مدي حياته العلمية, وحصلت علي جائزة أحسن موسوعة في معرض القاهرة الدولي للكتاب, فكان ذلك حافزا له علي إعداد مؤلفات أخري, واستكمال موسوعته السابق ذكرها عن تاريخ الفن.
وبشهادة أهل التخصص من علماء الفنون والآثار الإسلامية, تميزت مؤلفاته بالرصانة والإحكام العلمي, والابتكار والأصالة التي اكتسبها من استعانته بالمصادر الأصلية التي كان يحرص علي جمعها في كل مناسبة, ومزج هذه المصادر بخبراته الذاتية المتمكنة في مجال الفنون والآثار الإسلامية. وكان لعطائه المتدفق, ومؤلفاته الكثيرة القيمة, التي تجاوزت ثلاثمائة عمل علمي, أكبر الأثر في حصوله علي جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام1992.
وتعددت الأنشطة العلمية للأستاذ الدكتور حسن الباشا, وامتدت خارج أسوار جامعته إلي الجامعات الأخري, وغيرها من المؤسسات, فكان عضوا بالمجلس القومي للثقافة, والمجلس الأعلي للآثار, ورئيسا للجنة الآثار بالمجلس الأعلي للثقافة, بل إن نشاطه امتد إلي خارج حدود الوطن, فكان عضوا باللجنة الاستشارية لمشروع طرق الحرير بمنظمة اليونسكو العالمية, كما اشترك في أعمال حفر أثري في مصر والخارج, واشترك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية. وبالفعل تسربت الآلام شيئا فشيئا إلي الجسم الذي كان يلهث محاولا اللحاق بهذه النفس الكبيرة, ومواكبة هذه الهمة العالية, وتكاثرت الآلام لتبلغ ذروتها في سنواته الأخيرة, ولكنها كانت تتلاشي بمجرد استعداده للقاء طلابه, حيث كان يبدأ فيجهز للمحاضرة, ويعد لها الإعداد المناسب, ناسيا كل آلامه. ومنذ أكثر من خمسة عشر عاما ركز جهوده في مجال الدراسات العليا, ونجح في تكوين مدرسة علمية متميزة تدين له بالفضل, حيث أشرف علي أكثر من مائة رسالة علمية للحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراه في الآثار والفنون الإسلامية, تمت إجازتها بكليات الآداب والآثار والفنون بالجامعات المصرية, وبعض كليات الجامعات العربية.
ولقد لقي ـ رحمه الله ـ العديد من صور التكريم والحفاوة, كما نال من تكريم الدولة ما أثلج صدره, وحاز العديد من الدروع والأوسمة التي كان أعلاها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي, الذي سلمه له السيد الرئيس محمد حسني مبارك, وكان ـ رحمه الله ـ لا يفتأ يردد أنه إن كان تكريم الدولة للعلماء تعبيرا عن تقديرها لهم, فهو في الوقت نفسه حافز لهم علي المزيد من العطاء والإبداع والابتكار.
لقد رحل عنا الدكتور حسن الباشا بجسده, ولكنه بقي معنا حيا بعلمه, وسيرته وصورته.. سيرة العالم, وصورة الفارس.
ونعود بالذاكرة إلي بداية الرحلة, لنكتشف جانبا آخر من جوانب صورة الفارس حسن الباشا.. كان ذلك منذ نيف وخمسين عاما, عندما أرسل ـ رحمه الله ـ في بعثة علي نفقة الدولة, إلي معهد كورتولد بجامعة لندن, حيث حصل علي دبلوم أكاديمي في تاريخ الفن, ثم عاد إلي مصر ليحصل علي درجة الدكتوراه في الآثار الإسلامية عام1953, وكان موضوع رسالته الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار. وتقلد وظائف هيئة التدريس حتي شغل وحده وظيفة أستاذ كرسي الفنون الإسلامية, وقام بإنشاء قسم الآثار الإسلامية, وكان أول رئيس له عام1966.
وخلال رحلته الطويلة, عكف ـ رحمه الله ـ علي تأليف العديد من البحوث, لعل أبرزها مؤلفه الضخم حول الفنون الإسلامية والوظائف علي الآثار العربية في ثلاثة مجلدات, جمع فيها بحوثا ومقالات ضمنها خلاصة علمه, وعصارة فكره علي مدي حياته العلمية, وحصلت علي جائزة أحسن موسوعة في معرض القاهرة الدولي للكتاب, فكان ذلك حافزا له علي إعداد مؤلفات أخري, واستكمال موسوعته السابق ذكرها عن تاريخ الفن.
وبشهادة أهل التخصص من علماء الفنون والآثار الإسلامية, تميزت مؤلفاته بالرصانة والإحكام العلمي, والابتكار والأصالة التي اكتسبها من استعانته بالمصادر الأصلية التي كان يحرص علي جمعها في كل مناسبة, ومزج هذه المصادر بخبراته الذاتية المتمكنة في مجال الفنون والآثار الإسلامية. وكان لعطائه المتدفق, ومؤلفاته الكثيرة القيمة, التي تجاوزت ثلاثمائة عمل علمي, أكبر الأثر في حصوله علي جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام1992.
وتعددت الأنشطة العلمية للأستاذ الدكتور حسن الباشا, وامتدت خارج أسوار جامعته إلي الجامعات الأخري, وغيرها من المؤسسات, فكان عضوا بالمجلس القومي للثقافة, والمجلس الأعلي للآثار, ورئيسا للجنة الآثار بالمجلس الأعلي للثقافة, بل إن نشاطه امتد إلي خارج حدود الوطن, فكان عضوا باللجنة الاستشارية لمشروع طرق الحرير بمنظمة اليونسكو العالمية, كما اشترك في أعمال حفر أثري في مصر والخارج, واشترك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية. وبالفعل تسربت الآلام شيئا فشيئا إلي الجسم الذي كان يلهث محاولا اللحاق بهذه النفس الكبيرة, ومواكبة هذه الهمة العالية, وتكاثرت الآلام لتبلغ ذروتها في سنواته الأخيرة, ولكنها كانت تتلاشي بمجرد استعداده للقاء طلابه, حيث كان يبدأ فيجهز للمحاضرة, ويعد لها الإعداد المناسب, ناسيا كل آلامه. ومنذ أكثر من خمسة عشر عاما ركز جهوده في مجال الدراسات العليا, ونجح في تكوين مدرسة علمية متميزة تدين له بالفضل, حيث أشرف علي أكثر من مائة رسالة علمية للحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراه في الآثار والفنون الإسلامية, تمت إجازتها بكليات الآداب والآثار والفنون بالجامعات المصرية, وبعض كليات الجامعات العربية.
ولقد لقي ـ رحمه الله ـ العديد من صور التكريم والحفاوة, كما نال من تكريم الدولة ما أثلج صدره, وحاز العديد من الدروع والأوسمة التي كان أعلاها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي, الذي سلمه له السيد الرئيس محمد حسني مبارك, وكان ـ رحمه الله ـ لا يفتأ يردد أنه إن كان تكريم الدولة للعلماء تعبيرا عن تقديرها لهم, فهو في الوقت نفسه حافز لهم علي المزيد من العطاء والإبداع والابتكار.
لقد رحل عنا الدكتور حسن الباشا بجسده, ولكنه بقي معنا حيا بعلمه, وسيرته وصورته.. سيرة العالم, وصورة الفارس.
المصدر : الاهرام 17/4/2001
بقلم : مهندس صفوت سالم
وكيل أول وزارة التعليم العالي
وكيل أول وزارة التعليم العالي
وساحاول ان اعرض لسيادتكم جزء من مؤلفات الراحل اسال الله ان يغمده برحمته و كذلك بعض الرسائل العلمية التي اشرف عليها
من أهم مؤلفاته
1- موسوعة العمارة والفنون الاسلامية "الجزء الاول"
2- موسوعة العمارة والفنون الاسلامية "الجزء الثاني"
3- موسوعة العمارة والفنون الاسلامية "الجزء الثالث"
4- موسوعة العمارة والفنون الاسلامية "الجزء الرابع"
5- موسوعة العمارة والفنون الاسلامية "الجزء الخامس"
6- موسوعة الفنون الاسلامية والوظائف علي الاثار العربية "الجزء الاول"
7- موسوعة الفنون الاسلامية والوظائف علي الاثار العربية "الجزء الثاني"
9- القاهرة (تاريخها - فنونها - أثارها)
11- قاعة بحث في العمارة والفنون الاسلامية
من الرسائل العلمية التي اشرف عليها
1- زخارف التحف المعدنية السلجوقية في إيران
اسم الباحث : زينب رمضان
2-اسس تصميم العمائر السكنية في القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني
( دراسة اثارية معمارية )(الجزء الاول)
اسم الباحث: علي ماهر
3-اسس تصميم العمائر السكنية في القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني
( دراسة اثارية معمارية )(الجزء الثاني)
4-مصر القديمة منذ نشاته وحتي نهاية القرن التاسع عشر ( دراسة اثرية-فنية )
اسم الباحث : فتحي عيد حي
**************************
0 مراجعة