مقبرة كوم الشقافة
التخطيط المعمارى للمقبرة
التخطيط المعمارى للمقبرة
1- الموقع والتسمية
تقع هذه المقبرة بمنطقة كوم الشقافة بحى كرموز خلف مدافن المسلمين .
اسم المنطقة باليونانى
( لوكيوس كراميكوس باتيكا )
اما اسم كوم الشقافة فهو اسم عربى اطلق على تلك المنطقة لانها اشتهرت بصناعة الفخار .
اكتشفت المقبرة بطريق الصدفة وتم الانتهاء من التنقيب واعلان الكشف عنها 1900م.
بدأت الدراسات فى المنطقة عام 1892 م على يد العالم الايطالى ( Botti ) الا انه لم يعثر على المقبرة الا عن طريق الصدفة عام 1900 حين سقطت عربة يجرها حصان فى حفرة كشفت لنا عن مدخل المقبرة .
وبعد ذلك قام المهندس ( Echrlich ) بإصلاح المنطقة وإزالة الرديم وكشف عن المدخل الرئيسى وازال التل الترابى الذى كان يحيط بالمقبرة ثم وضع طبقة من الاسفلت ثم وصل الكهرباء إلى المقبرة .
رسم تخيلى لما كانت عليه المقبرة عند انشائها
3 – تاريخ المقبرة ومميزاتها
1 – تعود المقبرة لاواخر القرن الاول الميلادى وحتى القرن الرابع الميلادى .
2 – المقبرة من نوع
( catacomb ) وهى كلمة لاتينية معناها الحفر فى الصخر .
3 – وكانت هذه النوعية تقتصر على دفن الموتى من المسيحيين الذين كانوا يعانون من الاضطهاد الرومانى فكانت المقابر تحفر تحت الارض على هيئة شوارع ممتدة لاميال وعلى الجانبين فتحات
( Loculi ) للدفن .
المنظر العام للمقبرة الرئيسية
ع الدفن داخل المقبرة
هى نفسها طرق الدفن التى انتشرت فى العصر الرومانى .
ونجد المقبرة استخدمت الاربع انواع المعروفة من الدفن وهى
( المشكاوات ) : او ما يسمى
( Loculi ) وهى عبارة عن حفر مشكاوات فى الجدار منحوتة بشكل مستطيل افقى تغلق بشريحة من الحجر الجيرى ويكتب عليها اسم المتوفى وتاريخ وفاته .
2 - التابوت :- كان ايضا محفور فى الصخر وكانت التوابيت مفسمة لوضع اكثر من جثة وكانت بنظام السرائر وبجوار كل تابوت شاهد قبر يدل على المتوفى .
3 – المقابر :- وجدنا داخل المقبرة اربعة مقابر بالطابق الثانى خلف المقبرة الرئيسية وهى تشبه مقابر المسلمين واستخدمت لدفن الفقراء .
4 – جرار ( لحفظ رماد الجثث بعد حرقها ) : وهى كانت من القرن الاول قبل اعتماد الرومان على الدفن حيث ان الامبراطور هادريان توفى 138 م وقد اوصى قبل موته بتشييد ضريح له قبل وفاته وان يدفن والا يحرق ليكون بذلك اول امبراطور يدفن ولا يحرق وقد سار بعده باقى الشعب سواء فى روما او فى ولاياتها وكانت مصر من ضمنهم .
5 – الوصف الفنى للمقبرة
المقبرة مكونة من ثلاث طوابق نحتت جميعا فى الصخر والطابق الثالث تغمره مياه الرشح التى تنفذ من مسام الصخر .
الطابق الثالث نرى معا بوضوح الفتحات الجانبية Loculi ونرى ايضا مدى تأثير المياه الجوفية منرى الالواح الخشبية الموضوعة للمرور عليها
1 – المدخل :- على مستوى سطح الارض ويبدأ بسلم حلزونى يدور حول بئر كبير به فتحات ينفذ منها الضوء إلى السلم ( A ) وكانت اجساد الموتى تتدلى لدفنها .
2 – فى نهاية السلم هناك دهليز ( B) على جانبيه فجوتان بشكل نصف دائرى على شكل صدفة ومقعد منحوت فى الصخر .
3 - هذا الدهليز يتصل بصالة مستديرة
( Rotunda ) يتوسطها بئر يحيط به سور قليل الارتفاع يبرز منه ستة اعمدة تحمل السقف وعثر فى قاع البئر على خمسة رؤؤس حجرية نقلت للمتحف اليونانى الرومانى .
4 – على يسار المدخل هناك صالة المأدب
( Triclinum ) وهى منحوتة فى الصخر بها ثلاث مقاعد متصلة ببعض ( مصطبة ) ويرتكز سقفها على اربعة اعمدة وفى هذه الصالة كان يجتمع اهل المتوفى حيث كانت هناك مائدة خشبية هلكت بفعل الزمن والرطوبة , وكانت هناك وسائد يضجع عليها الزوار وقت تناول وجبات الطعام .
وكانت الزيارات للمتوفى فى الاعياد مثل
( اعياد عبادة الموتى ) وايضا اعياد مثل
( ايام النفسج – ايام الورود – يوم ميلاد الميت – عيد الابوة )
5- على الجانب المقابل لصالة المآدب هناك صالة
( كراكلا ) سميت بهذا الاسم لكثرة ما وجد بها من عظام ادمية وحيوانية وخاصة الخيول .
وتحكى القصة ان هناك مجزرة وقعت فى ملعب الاسكندرية ( الاستاديوم ) عام 215 م حيث زار الامبراطور كراكلا مصر فسخر منه الشعب وسبوه ووصفوه بأبشع الصفات لانه قتل اخيه ( جيتا ) فى الصراع على الحكم لذلك جمع كراكلا اهل الاسكندرية فى الاستاديوم ثم امر جنوده بقتلهم جميعا ومات من مات ونجا من نجا .
عظام آدمية وعظام للخيول بصالة كراكلا
اما الخيول فهناك رأيان حولها :
الرأى الاول : - يرى انصاره انها خيول فازت فى سباقات مختلفة وعند موتها دفنت فى المقبرة لتكون فى حماية نمسيس الهة الانتقام وراعية الرياضة .
الرأى الثانى :- وانا اتفق معاه بشدة ويرى انصاره انها خيول تم تكريسها للالهة نمسيس الهة الانتقام التى تقتص وتعاقب الخارجين عن القانون وكان الخيل هو حيوانها المقدس .
6 – فى النهاية الغربية للصالة المستديرة هناك سلم يؤدى إلى المقبرة الرئيسية ويؤدى اليها دهليز
المقبرة الرئيسية
منظر واجهة المقبرة الرئيسية ونجد على الجانبين رأس الميدوسا فى دائرة واسفلها الكوبرا المصرية
واجهة اخرى للمدخل ويظهر لنا بوضوح صدفة افروديت على العتب العلوى للممر المؤدى للمدخل
يؤدى اليها دهليز وبمدخليه عمودان على الطراز المصرى يعلوها عتب عليه نقوش تمثل قرص الشمس المجنح بين صقرين
( رمز المعبود حورس )
على جانبى المدخل نجد ثعبان الكوبرا المصرى يرتدى تاج الوجهين القبلى والبحرى كرمز للخير والحماية بجانب كل ثعبان كماشة ( cadusius )
وهى رمز للمعبود هيرميس وهناك صولجان رمز لكل من ( زيوس و دينسيوس ) .
وبالجزء العلوى هناك رأس الجرجونة ميدوسا وهى رمز للحماية من الحسد كما انه كل من يراها يتحول إلى حجر والهدف منها ارهاب اللصوص وحماية المقبرة .
احد جانبى المدخل ونرى بوضوح رأس الجرجونة الميدوسا واسفلها الكوبرا المصرية
1 – بعد الدخول من المدخل يوجد بحجرة الدفن ثلاث فجوات منهم تابوت فنجد فى احدهم نقش بارز لسيدة مضطجعة فوق التابوت ربما يكون لصاحبة التابوت .
ويزين الجدار خلف التابوت منظر اوزوريس اله الموتى على هيئة مومياء على سرير مقدمته بشكل رأس اسد يحمل تاج اوزير يعلوه قرص الشمس وبين قدمى الاسد ريشة العدالة رمز المعبودة ماعت واسفل السرير ثلاث اوانى كانوبية .
ويقف خلف السرير المعبود انوبيس اله التحنيط برأس ( ابن آوى ) فى يده اليسرى اناء ويده اليمنى تتحسس المومياء ويقف بجانب رأس المومياء الاله تحوت اله الحكمة ( وحساب الموتى ) ممثلا فى رأس ابو منجل بيده اليسرى صولجان وبيده اليمنى علامة العنخ رمز الحياة يقدمه للمتوفى كرمز للبعث من جديد .
تحت قدمى المتوفى يقف الاله حورس برأس صقر وعلى جانبى المدخل تمثالان لرجل وسيدة يبدو انهم اصحاب التابوت .
منظر الرجل والسيدة ويعتقد انهم
اصحاب التابوت
2 – هناك تابوت اخر موجود على اليمين يتوسط واجهته منظر يمثل رأس ثور ومن اعلى رأس الميدوسا وعلى الحائط خلف التابوت نجد منظر يمثل الاله (سيرابيس) فى صورة العجل ابيس وعلى رأسه قرص الشمس وامامه امبراطور رومانى يرتدى التاج المزدوج ويقدم قلادة للعجل وخلفه للعجل وخلفه تقف الالهة (ايزيس) ناشرة جناحيها كرمز للحماية والمنظران الجانبيان يمثلان الاله (حابى ) اله النيل ورمز الرخاء والجانب الاخر عليه الاله ( بتاح )بشكل مومياء .
قبل ان يجتاز الزائر المدخل الى الخارج يرى على يمينه نقش يمثل الاله انوبيس برأس ابن اوى ويرتدى زى جندى رومانى ويحمل اسلحة رومانية درع ورمح رومانى .
على اليسار هناك منظر اخر للاله انوبيس برأس ابن اوى جسم انسان ينتهى نصفه السفلى بذيل تنين وعلى رأسه تاج ازوريس وعلى هيئة جندى رومانى ايضا .
نصل بعد ذلك لحجرة كاهنات نمسيس وهى صالة مخصصة لدفن كاهنات نمسيس وعثر فى احدى الفتحات على حلى ذهبية ( معروضة الان بالمتحف اليونانى الرومانى قاعة رقم 18 ) .
كما عثر على جثة سيدة حول رقبتها سلسلة ذهبية تنتهى بعجلة الالهة نمسيس .
وهناك اربعة مقابر عليها رسوم فرعونية وفى نهايتها مذبح خلفه سلمان احدهما يؤدى لبئر والاخر يؤدى لخارج المقبرة .
******************************************************
0 مراجعة