بحث كامل عن معبد كوم امبو

ديسمبر 11, 2019 ديسمبر 11, 2019 0 مراجعة

بسم الله الرحمن الرحيم 


معبد كوم أمبو


مقدمة عامة:-

الموقع : تقع مدينة كوم أمبو على الضفة الشرقية للنيل بين مدينتي إدفو وأسوان حيث تقع على بعد 45 كم شمال أسوان و 137كم جنوب الأقصر ، وتقع هذه المدينة الكبيرة التي بنيت على حافة الأراضي الزراعية الخصبة على بداية الطريق المؤدي إلى مناجم الذهب في الصحراء الشرقية كما تقع أيضا على الطريق البري المؤدي إلى الواحات والسودان.
أصل التسمية : عرفت كوم أمبو – إحدى المدن الهامة في الإقليم الأول من أقاليم مصر العليا( ). في اللغة المصرية القديمة باسم " نبيت " nbit وربما تعني الذهبية وهي صفة من كلمة " نبو " nbw وهذا ما يفسر وقوع مناجم الذهب بجوار المدينة في الصحراء ، ثم ذكرها في اللغة اليونانية باسم " امبوس " ombos ثم في القبطية " أمبو " ثم أضيفت نظرا لوقوع المعبد فوق تل أثري.
الاهمية التاريخية : وترجع شهرة كوم أمبو الرئيسية إلى وجود معبد من أندر المعابد سواء المصرية والبطلمية والمكرس إلى ( حر – ور )والإله التمساح (سوبك) وتقف البواخر السياحية عند ذلك المكان لإتاحة الفرصة لزيارة ذلك المعبد العظيم ، ويقوم المعبد في مظهره الشامخ على الضفة العالية للنهر عند أحد منعطفاته . وتتألف الضفة أو المرتفع من بقايا المعبد الأول ، والبلدة التي قامت عليها فيما بعد هي المدينة البطلمية والمعبد الضخم ، ومازال هذا الموقع على جانبي المعبد الشمالي والغربي مغطى بأنقاض البلدة الأولى ولا يعرف شيء عن تاريخها القديم.
تمت بعد ذلك إضافات إلى المعبد في الدولة الحديثة ( الأسرة الثامنة عشرة) في أثناء الحكم المشترك بين تحتمس الثالث وحتشبسوت ، ثم جاء بعدهم رمسيس الثاني أكمل بعض الأجزاء.
ولكن مهما كان من أمر معبد كوم أمبو في عصر الدولة الحديثة فإن الرخاء الحقيقي الذي ساد المنطقة لم يبلغ ذروته إلا في عصر البطالمة ، عندما أقيمت مدينة (أمبوس) عاصمة لإقليم كوم أمبو هذه التي تميزت بإسمها المحلي ولم تكن سوى مدينة مقاطعة في العصر الفرعوني ولكنها ازدهرت لترتفع إلى درجة كبيرة وتصبح عاصمة لإقليم (أورمبيت) في عصر البطالمة حيث بدأ في بناء هذا المعبد المزدوج الضخم.
وقد تقدم العمل في المعبد أثناء حكم بطليموس السابع ، وبحلول حكم بطليموس الحادي عشر كان المعبد قد اكتمل حتى صالة الأعمدة الثانية باستثناء بعض الأعمال الزخرفية ، فقد استكملت هذه الأعمال في عهد الإمبراطور (تيبريوس) ، كما قام دوميتيان ببعض الأعمال الإضافية ثم جاء من بعدهم الأباطرة ( جيتا وكاراكالا ، ماكرينوس) ولكن يرجع الفضل في الأصل حيث بدأ إنشاؤه في عهد بطليموس الخامس ثم جاء من بعده ابنه بطليموس السادس الذي خلفه عام 181ق.م فإن العمل الفعلي في البناء والزخرفة لابد وأنهما أخذا بالتقريب حوالي 400 سنة أو أكثر من ضعف الوقت الذي تم فيه بناء معبد إدفو .  
الديانة
اولا اسطورة الاله سوبك وحورس باختصار :-
       تروي الاسطورة كيف أن حورس الكبير الطيب قد طرده أخوه سوبك الشرير من البلدة وكيف أن جميع الاهالي تبعوه إلي المنفي .
ولما ترك سوبك بدون اي شخص يبذر له حقوله لجأ الي سحره ودعا الموتي إلي القيام بهذا العمل وقد أطاعوه ولكنهم بذروا الذهب والمال بدلا من الحبوب حتي جفت الأرض وأصبحت صحراء لا نبات فيها ولا ماء , ومضت المدينة الي نهايتها الفجائية أسرع مما ترد هذه الأسطورة لأن ظهور انقاض المدينة القديمة يدل بوضوح  علي أنها قد هلكت بسبب نشوب حريق هائل , وقد يكون هذا مجرد صدفة أو حادثة حيث كانت المدينة أخذه في الانهيار بالفعل  وذلك نتيجة لأسباب اقتصادية كالتي تقدمت الإشارة اليها .


الثالوثين :
عبد بكوم امبو الالهان "حور – ور" وسوبك وثالوثهما فى وقت واحد ، حيث اقتسما المعبد الذى شيد فى العصرين البطلمى والرومانى وربما تم بناؤه على معبد قديم وجد على الاقل منذ الاسرة الثامنة عشر
ويدلا ثالوثا معبد كوم امبو على استمرار ظاهرة الثالوث بعد عصر الدولة الحديثة ويعتبرا ظاهرة نادرة لا مثيل لها فى اى مكان اخر فى مصر القديمة وهى وجود ثالثوثين يقتسمان معبداً واحداً فى نفس الوقت .
الثالوث الاول :-
 فقد خصص له القسم الشمالى من المعبد ويتكون من الاله حور- ور (حور الاكبر) والالهه تاسنت نفرت والاله الابن " بانت تاوى "                                        
الثالوث الثانى :-
 فقد خصص له القسم الجنوبى ، ويتكون من الاله سوبك والالهه حتحور، والاله خنسو حر ، ويرجع سبب هذا التصميم الفريد للمعبد الى الخلاف الذى نشأ بين الالهين سوبك و حور- ور ، وأنتهى الامر بالمصالحة التى قامت بها الالهه ماعت الهة الحق والعدل وسجل على جدران المعبد ، ونتج عنه انقسام المعبد .
وقد راعى كهنة واتباع الالهيين التساوى بين الثالوثين ، فالاله حر- ور والاله سوبك بينهما علاقة قديمة ومتساويين فى القدر ، والقرينتان متساويتان أيضاً وكذلك الابناء خنسور – حر وبانت تاوى ، وظهر هذا التساوى بين الثالوثين على جدران المعبد ، حيث بدل القرينتان وكذلك الابنان فظهر الاله حور مع الالهه حتحور والاله سوبك مع الاله بانت تاوى ، ويلاحظ أن ثواليث العصر اليونانى الرومانى تمتعت بحرية اكثر لان الاله سوبك عرف عنه انه لم يكن له قرينة أو نسل من قبل .
                  



                   
                                      



يختلف معبد كوم امبو في أسوان عن المعابد البطلمية الأخري إذ شيد هذا المعبد لعبادة إلهين وثالوث كل منهما .
وبفرض وجود خط وهمي يفصل بين المعبد بداية من الصرح الخارجي إلي قدس الأقداس فسوف نجد المعبد مقسم إلي جزئين الأيمن خصص للإله سوبك والأيسر خصص للإله حور- ور .
والمعبد قد تهدم إلي حد كبير بسبب إتجاه جريان فيضان النيل إلا أنه يعد من أجمل المعابد البطلمية وخاصة فيما يتعلق بالفنون .
** يرجع أقدم بناء في المعبد إلي عهد بطليموس الخامس (ابيفانس)




تخطيط المعبد



 ندخل إلي المعبد من الجدار الجنوبي الغربي حيث نصل إلي بوابة المعبد التي أقامها بطليموس الثاني عشر (نيوس ديوليسوس) ونجد أنفسنا بعد ذلك أمام الصرح الخارجي للمعبد وهذا الصرح مؤرخ إلي عصر الإمبراطور (دومينيان) ومن ثم نجد أنفسنا في ما يعرف باسم الفناء المفتوح وهو عبارة عن فناء يتقدمه 16 عمود عليها نقوش علي الجانبين الأيمن والأيسر، 6 أعمدة في الجهة الجنوبية وربما كان مشيدها الإمبراطور (تيبريوس) وفي واجهة المعبد نجد الستائر الحجرية التي تصل ما بين 5 أعمدة في الواجهة ويوجد مدخل كبير في الوسط ومدخلين صغيرين علي جانبي الواجهة والصالة التي ندخل إليها الآن مكونة من 15 عمود اختلفت تيجانها ما بين بردي ولوتس وسعف نخيل وعمود مركب وزين سقفها بمناظر للالهه نخبت والالهه وادجيت ويوجد كذلك مناظر فلكية بعضها غير مكتملة ومؤرخة لعصر بطليموس الثاني عشر ومن خلال المدخل الذي أمامنا نصل إلي صالة الأعمدة الصغري المكونة من 10 أعمدة ربما شيدها بطليموس الثامن (يورجنيس فيسكون ) ومن تلك الصالة نمر تباعا بثلاث قاعات داخلية ربما شيدها بطليموس السادس (فيلومينور) وقد تهدمت تلك الصالات , وترتفع كلا منها عن الأخري مسافة قليلة والصالة الأولي غير معروف وظيفتها أما القاعة الثانية فهي قاعة القرابين والثالثة هي صالة التاسوع ونصل في النهاية إلي قدسا الأقداس وهما متشابهان في التخطيط   ومؤرخان لحكم بطليموس السادس , ويحيط بقدسا الأقداس عدد من الغرف .

خلف قدسا الأقداس يوجد 7 غرف استخدم بعضها كمخازن وبعضها الآخر لمبيت رئيس الكهنة والحجرة الوسطي بها بقايا سلالم والتي كان يتم من خلالها الصعود سطح المعبد كما يوجد بالمعبد ممران أحدهما داخلي ونصل إليه من قاعة الأعمدة الكبري , والآخر خارجي ونصل إليه من الفناء المفتوح .
عناصر المعبد المعمارية :-

       1) السور الخارجي للمعبد (طوب لبن مهدم )
       2) الممر الخارجي (السور الداخلي)
       3)الممر الداخلي
       4) بيت الولادة
       5) الفناء المفتوح
       6) صالة الأعمدة الكبري 
       7) صالة الأعمدة الصغري 
       8) قدس أقداس الإله حورس (الجانب الأيسر)
       9) قدس أقداس الإله سوبك ( الجانب الأيمن )
      10) الثلاث قاعات الداخلية
      11) مقصورة حتحور
      12) بوابة المعبد
      13) الصرح الخارجي
      14) مقصورة سوبك
      15) بئر مستخدم لقياس منسوب المياة

ملحقات المعبد :-





 أولا :بيت الولادة"الماميزي"

الموقع : يقع امام أبراج القاعه الأماميه للمعبد الرئيسي.
تاريخه : يرجع ما تبقي منه إلي عهد" بطليموس الثامن"ونجد أن النصف الغربي قد ازاله النيل .


الوصف المعماري :-




وتتكون من فناء أمامي مفتوح يؤدي الي صاله أعمده كانت تحتوي علي أربع اعمده تؤدي الي صاله خارجيه وخلفها صاله داخليه والتي كان يتم فيها تأديه طقوس ولادة معبود المعبد الرئيسي.
أهم المناظر:
o    نجد علي واجهه صاله الاعمده منظر الهين النيل حعبي شمال وحعبي جنوب امام الملك ،ثم نجد بداخل منظر لبطليموس الثامن يحمل قرابين خلفه الملكه كيلوبترا تحمل الورد.
o    وفي الصاله الخارجيه نجد اله يقتل ثعبان رمز للشر ومناظر حاملات القرابين والالهه حتحور والاله خنسو ومجموعه من الالهه الاخري .
o    وفي الصاله الداخليه نجد الملك يقدم الماعت للاله تحوت والهه اخري، ونجد منظر للمك يقدم القرابين للاله سوبك ومنظر للملك علي مركب وسط احراش بصحبه مجموعه من الالهه المختلفه منهم الاله مين.
o    هناك منظر فريد لا يوجد في اي معبد في معابد مصر وهو طقسة تقديم اوز (رو) والبردي للمعبود كا موت إف رب الخصوبة والغرض من هذه الطقسة إعادة دورة الحياة.



 ثانياً مقصوره الالهة حتحور



الموقع : تقع شرق المعبد مرتكزه علي سور المعبد.
تاريخها : ترجع الي عهد الملك دومتيان مبنيه علي طراز الروماني بحيث انها بنيت علي مصطبه نصل اليها من خلال سلم.
الوصف المعماري :-
هي عباره عن حجره واحده مستطيله الشكل يتوسطها صندوق كبير من الزجاج يحوي ثلاث مومياوات لتماسيح ، وهي خاليه من اي نقوش .
مناظر واجهة المقصوره:-
نجد منظر للالهة حتحور علي المدخل يليه منظر للالهة موت تحمل آله موسيقيه وخلفها الملك دومتيان يقدم النبيذ للآلهة المختلفة.


 ثالثا بوابه الملكه "حتشبسوت "والملك "تحتمس الثالث "

موجوده علي الجانب الغربي من سور المعبد، نجد عليها منظر لاحد الملوك البطالمه امام اله، ومنظر يمثل الملك تحتمس الثالث وخراطيش للملكه حتشبسوت .


رابعا بوابه الملك "بطليموس الثامن "

تقع في الجهة الغربيه للمعبد نجد عليها منظر للملك بطيموس يقتل اعدائه امام الآلهه ويقدم الضحايه للاله سوبك والالهه حتحور.ومنظر للملك يقدم القرابين والبخور والهدايا للآلهه المختلفه ومناظر اخري عباره عن تقديمات للقرابين من قبل الملك .


خامساً مقصوره الهة سوبك

ترجع الي عهد الامبراطور كراكالا تقع في الجهه الشماليه الشرقيه للمعبد .
الوصف: مبينه عل مصطبه مرتفعه نصل اليها من خلال سلم وعليها بناء مستطيل الشكل، امام المدخل عمودان مربعان الشكل عليهم منظر للامبراطور كراكالا وغيره من الاباطره .


 سادساً مقياس النيل

يرجع الي العصر الروماني ، ويقع في الجانب الشمالي الغربي وهوعباره عن بئر مستدير يتصل ببئر اخر صغير مستدير الشكل الذي يرتبط بحوض مربع الشكل به درجات وكان هذا القياس يستحدم لتحديد منسوب المياه ايام الفيضان ومن ثم يتم تحديد الضرائب علي الارض الزراعيه الملحقه بالمعبد.








نقوش المعبد بداية من صالة الاعمدة الثانية الي آخره 
  
بداية من صالة الأعمدة الثانية نري منظر علي الجدار الأيسر من الخارج يعرف بإسم العنصر الزخرفي وهو عبارة عن إرتباط علامات العنخ والجد والواس ببعضهم وهو عنصر زخرفي عرف في المعابد البطلمية .

أما من الداخل فهناك منظر لسوبك علي الجدارية التي تصل بين بوابتي سوبك وحورس من الداخل، ويمكننا أن نقول أن معظم المناظر في صالة الأعمدة الثانية يغلب عليها مناظر التتويج الملكي الا أن أهم المناظر ما يلي :
**منظر يمثل الملك واقفا يمسك بيديه علامة الواس أمام المعبود حورس الذي يقدم بدوره علامة الحب سد ونلاحظ إنتهاء العلامة بثلاث ضفادع تشير الي عدد السنين الكثيرة، والجديد في هذا المنظر هو تمثيل الملك مع زوجته الرئيسية والثانوية معا وهو منظر لم يوجد في أي معابد مصرية قبل ذلك وتمسك كلتا الزوجتين في يديها صولجانات ربما كانت علامة الواج .


أهم مناظر القاعات الثلاثة التالية 

  يغلب علي القاعات الثلاثة مناظر تقديم القرابين
إلا أن أهم مناظر هذه القاعات ما يلي :-
أهم منظر في القاعة الاولي :-
منظر الملك بالتاج المزدوج واقفا بعلامة الواس مع المعبودة سشات (ومن المعروف انها عرفت بأنها آلهة الكتابة ويعتقد انها زوجة لجحوتي رب الحكمة والكتابة في مصر القديمة ) .
- أهم منظر في القاعة الثانية :
منظر يمثل التقويم وأيام السنة ويقابل جدول الايام جدول اخر مقابل له بحيث يقابل كل يوم في الجدول عمل يقابله في الجدول الآخر .
أهم منظر في القاعة الثالثة :-
تمثيل الملك مع التاسوع المقدس
قدس الاقداس:-
أما عن قدسا الأقداس فهما في حالة مهدمة وما بقي منهما هما قاعدتين جرانيتين كان يوضع عليهما زورق مقدس.




يلي قدس الأقداس الحجرات السبعة لعل أهمهم الحجرة الرابعة والتي نجد فيها سلم يؤدي إلي السطح استخدم السطح في تجفيف الغلال.... 


ممر الخروج

أهم ما يميزه هو وجود ما يعرف بإسم المنظر الطبي حيث نجد الملك بطليموس الخامس في وضع تعبدي اما إيمحوتب وزير الملك زوسر الأسرة الثالثة والذي أٌله واعتبر إله للطب وبينهما لوحة طبية مليئة بالأداوات.الجراحيالمختلفة التي لا زال يستخدم معظمها حتي الآن




                                لوحة الادوات الطبية 

  *** لعل أهم مايميز هذا المعبد هو ذاك الخط الفاصل الذي نجده بالتحديد في منتصف آخر جدار بالمعبد وقد قسم بدوره هذا الخط المعبد الي نصفين متطابقين أحدهما للمعبود سوبك علي اليمين والاخر للمعبود حورس علي اليسار .




                           
                      
  إعداد
  1. مصطفى محمد خليفة
  2. أحمد حسين عبد الوهاب
  3.  شريف 
  4. على يوسف 
  5. توفيق أشرف
  6. محمد العربى    
  7. أبو الحجاج عبد الفتاح
  8.  محمد محروس 

شارك الكتاب لتنفع به غيرك

أثرجي

الكاتب أثرجي

قد تعجبك هذه الكتب أيضاً

اكتب مراجعة

0 مراجعة

8357110601245668003
https://www.asargy.com/