التماثيل الملكية فى عصر الأسرة الثالثة
تمثال الملك (جسر- نترى خت)
مقدمة عن صاحب التمثال:-
الملك جسر هو مؤسس الأسرة الثالثة ويعتقد انه كان ابنا للملك خع سخموى اخر فراعنة الاسرة الثانية
اسمه الحورى (نثرى خت) وهو اسم يقرأ بمترادفات ومعان كثيرة ويعنى الجسد الالهى اما اسم جسر او زوسر فقد اطلق عليه فى الدولة الوسطى ربما لشهرته وقداسته وهذا الاسم يعنى المقدس
ومن اهم الاثار التى تنسب الى الملك جسر مجموعته المعمارية بسقارة والتى ابدع فى تصميمها المهندس ايمحتب او الهرم المدرج والمجموعة الجنائزية التى تحيط به.
أين عثر على هذا التمثال؟
مما لاشك فيه ان تمثال الملك جسر من اهم التماثيل الملكية التى تنسب الى عصر الاسرة الثالثة وعثر لوير على هذا التمثال اثناء الحفائر التى كان يجريها فى مجموعة الملك جسر الجنائزية بسقارة وبالتحديد فى حجرة صغيرة ملاصقة للهرم المدرج من الناحية الشمالية والى الشرق من معبد جسر الجنائزى وقد اطلق علماء الاثار على هذه الحجرة اسم السرداب وهو مصطلح اثرى يطلق على كل مكان مظلم تحت الارض وهى تعنى اسم حجرة السرداب حجرة التمثال او بيت التمثال.
وصف التمثال :
1- التمثال يمثل الملك جسر جالساً على مقعد بسيط ذى مسند قصير للظهر خالى من النقوش
2- يرتدى الشعر المستعار الأسود (باروكة الشعر) وفوقه المنديل للرأس ذو الثنيات الذى يمثل المرحلة الاولى من لباس الراس المعروف بالنمس هذا المنديل خاص بالفراعنه دون سواهم وهو من الكتان وفريد من نوعه لانه يأخذ شكل المثلث من أسفل.
3- يضع اللحية المستعارة (اللحية معقوفه) كسر جزئها الأسفل
4- يرتدى عباءة طويلة حابكة تبدو من تحتها تفاصيل الجسم الرشيق ذى القامة المديدة ، هذه العباءة من مميزات الوقار والاحتشام وهى فى نفس الوقت تتعلق بطقوس معينة لا يليق بالفرعون ان يظهر بدونها فيها
5- الوجه يعبر عن قوة وحزم ، الحاجبان بارزان من العينين ، العينان كانتا مطعمتان ، يوجد بروز فى الوجنتين ، الشفتين ممتلئتين ، يوجد شارب ، وهذه ادله على ان الفنان اراد لملامحه ان تأخذ الصفة الشخصية
لاحظ العلماء وجود تطلع خفيف فى وجه الفرعون وانه ينظر ويتجه ناحية الشمال ، يعتقد العلماء ان الملك فى تطلعه ناحية الشمال ينظر الى الطرف الشمالى للسماء حيث توجد النجوم الخالدة وارواح الابرار وكل متوفى يأمل أن تنزل روحه ناحية الشمال هذه
6- وضع اليدين ، يضع الملك جسر يده اليمنى اسفل الصدر واليد اليسرى على ركبته ممدودة ، وضع اليدين هكذا مقصود لذاته عملياً ومعنوياً ، عملياً محاولة لجعل التمثال كتله واحدة حتى لايكون عرضة للكسر ولتوفير الامان عند نحته ومعنويا التمثال يجسد الملك وهو يقوم بطقس دينى ربما كان يحتفل بعيد السد لابد ان يكون فى وضع جلال واحترام
7- القاعدة : نقش على قاعدة التمثال اسم والقاب الملك جسر ، لقب (رع نوب) هذا اللقب لم يظهر الا مع زوسر
تمثال آخر للملك جسر :-
عثر على هذا التمثال فى مجموعة الملك جسر المعمارية بسقارة وقد عثر على قطع صغيرة ثم اعيد تجميعها وترميمها واصبحت بهذا الشكل
وصف التمثال :
التمثال يمثل الملك جسر واقفا فى هيئة رسمية ضام الساقين يرتدى المئزر الملكى يمسك فى يديه صولجان الحقا واصله هو العصا التى كان يمسك بها الرعاة ثم صارت تمسك بها الآلهة وبعد ذلك صار يمسكها الملك تشبها بالآلهة ودليلاً على انه راعياً لشعبه ، اما صولجان الاواس فهى عصاة لا تمسك الا فى ايدى الالهة ، يضع الملك على راسه تاج الوجه البحرى وهو التاج الاحمر التمثال ممثل من الامام ويوجد على جبهة الملك ثعبان الكوبرا ويرمز لاله الشمس المقدس لذا يظهر التاج الاحمر وثعبان الكوبرا على جبهة الملك .
قاعدة تمثال الملك جسر
أثر أخر ينتمى للملك جسر وهو قاعدة تمثال الملك جزء من الحجر الجيرى موجود حالياً بالمتحف المصرى
وصف القاعدة :
لم تبق من التمثال سوى قدمى الملك فقط ، التمثال كان يمثل الملك واقفا منقوش على واجهة القاعدة اسمه الحورى والقاب الملك جسر ثم نقش بجواره اسم والقاب ايمحوتب - مهندس مجموعة الملك جسر المعمارية بسقارة - الى جانب هذا نجد زخارف مرتبة ومتعاقبة من اعمدة الجد ، علامة التيت هذا التعاقب دليل على التزاوج بين ممثلى متنوعين الرمزين والتزاوج يعنى الانجاب والاستقرار والخلود والدوام
أ- اسم الملك جسر الحورى نثر خت ويعنى الجسد الالهى
ب- اسم المهندس المعمارى ايمحوتب والقابه
ايمحوتب وتعنى الذى جاء فى سلام - رفيق الملك - حامل اختام الملك
لماذا لا نعتبر هذه القاعدة قاعدة التمثال لايمحوتب نفسه طالما وجد اسمه والقابه عليها وانه كتب اسم الملك جسر كنوع من المفاخرة والتبرك وليست قاعدة تمثال للملك زوسر وهو رأى أكثر منطقية وخاصة اذا كنا على يقين تام بناء على ماعثرنا عليه من آثار حتى الآن انه لم يحدث اطلاقاً ان يكتب ملك اسم شخص عادى على قاعدة تمثال له وهذا امر طبيعى حتى عصرنا الحالى وكذلك ايضاً بالنسبة لكتابة اسم الملك على اثار شخص عادى كان يؤخذ بحذر شديد فلم يكن ايضاً اى شخص يسمح له بكتابة اسم الملك ؟
ولكن الدليل القوى الذى يؤكد ان هذه القاعدة هى قاعدة تمثال الملك جسر (هو وجود الاقواس التسعة تحت قدس التمثال)
* ماهى الاقواس التسعة ؟ هى رمز للبلاد المجاورة لمصر
* ما اهميتها ؟ الاقواس التسعة اذا وجدت تحت قدس التمثال اى تمثال فلابد ان صاحب هذا التمثال فرعون
* لماذا وضعت الاقواس التسعة رمز البلاد المجاورة لمصر تحت اقدام الملك ؟ لان المصرى القديم اعتقد ان فرعون مصر هو ملك وفرعون على الدنيا كلها وليس على مصر فقط ...وهذا الاعتقاد من منطلق دينى بحت
* لماذا رمز المصرى القديم للبلاد المقاورة بالأقواس ؟
رمز المصرى القديم للبلاد التى تجاور مصر بالاقواس لان هذه البلاد كانت فى القطر المصرى القديم شعوب بدائية غير متحضرة لا تعرف الاستقرار فتعتمد فى معيشتها على الصيد والهجوم على الشعوب من اجل الحصول على الطعام اما المصريين فهى اصحاب الحضارة دون سواهم
وتفسير كلمة قوس - حامل الاقواس اقواس السهام اى الذين يزاولون حرفة الصيد ويستعملون السهام
* لماذا اختارالمصرى القديم رقم تسعة بالذات ؟
لانه عد كل البلاد المجاورة لمصر فى ذلك الحين (التى يعرفها ووصل اليها) فوجدها تسعة فذكر البلاد التى تجاورهم تسعة فقط وهو العالم المأهول والمعروف عند المصرى آنذاك .
تمثال الملك جسر وهو فى الهيئة الأوزيرية
اقام ايمحوتب المهندس المعمارى الذى شيد مجموعة الملك جسر الجنائزية بسقارة بنحت تمثال للملك المتوفى وهو فى الهيئة الاوزيرية التعبدية كما لو كان مومياء (هيئة اوزير اله الموتى فى العالم السفلى)
هذا ليس تمثال الملك ولكن هذا الهيئة الأوزيرية (للتوضيح..)
فى شكل دعامة وبعض الزخارف الاوزيرية تحتها مثل اعمدة الجد واستخدمت كعنصر معمارى (بلوك) فى معبد الحب سد فى مجموعة الملك جسر بسقارة . وتمثيل الملك بهذا الشكل جعل المصريين يعتقدوا ان الملك جسر والاله اوزير شخص واحد ولكن كملحوظة ان ديانة اوزير معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ لكن لم تظهر بصورة واضحة الا فى عصر الاسرة الخامسة وعرفنا ذلك فى متون الاهرام . تمثال الاميرة رد تى أو رجدى rddy :
التمثال يرجع الى أوائل الاسرة الثالثة وهو للاميرة رددتى كتب على قاعدة التمثال اسم هذه السيدة ولقبها سات نسو رددتى اى ابنة الملك رددتى وفى هذا الوقت لم تكن الالقاب تعريفية اى انها ابنة ملك بالفعل ويرجح العلماء ان يكون هذا الملك هو الملك جسر التمثال منحوت من حجر الديوريت اصلب وأجمل أنواع الحجر وارتفاعه حوالى 83 سم ويوجد هذا التمثال حالياً بمتحف تورين بايطاليا وصف التمثال : التمثال يمثل الأميرة رددتى فى هيئة رسمية جالسة على مقعد خيزرانى ذى مسند قصير للظهر تردى الرداء الحابك وتضع باروكة الشعر وقد تميزت هذه الباروكة بوجود حزوز فى نهايتها وبناء على هذا فقد اتخذها العلماء ميزة وعلامة تاريخية بحيث انه اذا وجدت اى باروكة تتخذ نفس الشكل (اى بها حزوز فى اسفلها ) فلابد ان صاحبة هذه الباروكة تنتمى الى الاسرة الثالثة واستمر هذا النوع من البروكات فى عصر الاسرة الثالثة فقد ولذلك اصبحت امرا تاريخياً . بالنسبة لوضع اليدين تضع اليد اليسرى اسفل الصدر مباشرة واليد اليمنى ممدودة على الركبة اما بالنسبة للوجه فلاحظ العلماء ان الاميرة رددتى قريبة الشبه الى حد كبير من الملك جسر وذلك من حيث الوجه وبروز الوجنتين والتطلع الخفيف الى اعلى وعلى ذلك يعتقد العديد من العلماء ان الاميرة رددتى هى ابنة الملك جسر اول ملوك الاسرة الثالثة . المستوى الفنى للتمثال : التمثال يتميز بمستوى فنى مرتفع وخاصة اذا ما قورن بالتماثيل فى الاسرة الاولى والثانية وذلك من حيث:-
أ-نسب وابعاد الجسم مقبولة وجيدة ب- الدقة فى ابراز ملامح الوجه ج- انغراز خفيف فى الرقبة د- التمثال مريح جدا للعين ه- صنع بدقة متناهية لان صاحبته اميرة من البيت الملكى
المحاضرة القادمة عن تماثيل الافراد فى عصر الاسرة الثالثة
0 مراجعة